حسب مديرة وحدة مناهضة العنف ضد المرأة والطفل بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية سليمى إسحق  فقد أُجيزت الخطة الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن (1325): “المرأة، الأمن، والسلام”، من قبل مجلس الوزراء في مارس الماضي. وتم تدشينها إعلامياً في أكتوبر. وكانت وحدة مناهضة العنف ضد المرأة جزءاً من اللجنة الفنية التي قامت بمهمة التشاور مع أصحاب المصلحة في 13 ولاية من خلال  ممثلين من 18 ولاية في السودان .

وتقدمت منسقة الأمم المتحدة للشؤون التنموية والإنسانية، السيدة قوي- يوب سون، بالتهنئة لحكومة السودان وشعبه على إجازة خطة العمل الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325 المتعلق بالمرأة والسلام والأمن في العاشر من يونيو الماضي

ويمثل  هذا الإطار خطة وطنية تم إعدادها بمبادرة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، (باعتبارها الجهة المعنية بالإشراف على تنفيذ الخطة الوطنية لقرار مجلس الأمن في الجهاز التنفيذي)، وبالتنسيق مع معهد جنيف لحقوق الإنسان ـ مكتب السودان كجهة مختصة وشريكة.

ومن أهم أهداف الخطة إجراء تعديل في القوانين يؤدى إلى تحقيق المساواة ويمنع العنف ضد النساء ويسهم في زيادة المشاركة في عمليات إعادة الإعمار. كما أكدت الخطة على أهمية توفير التنمية وإعادة الإعمار للمناطق المتأثرة بالحروب وتمكين النساء اقتصادياً للعب دور في العملية الإنتاجية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وقام مجلس الوزراء في الثامن من مارس، وبالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة بإجازة الخطة الوطنية لإنفاذ قرار مجلس الأمن ( 1325) الخاص بالمرأة والسلام والأمن، بعد عشرين عاماً من صدور القرار من مجلس الأمن.

وتؤكد الخطة التزام الحكومة بتحقيق السلام وتمكين المرأة وإحداث نقلة نوعية في تحقيق أهداف العدالة النوعية. والخطة الوطنية للمرأة والسلام والأمن، هي خطة قومية ملزمة لجميع أجهزة الدولة؛ لتنفيذها وفق نهجٍ تنسيقي، تلعب وزارة العمل والتنمية الاجتماعية فيها دور المنسق والمراقب لتنفيذ بنودها.

أما فيما يلي حماية النساء والفتيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي، فقد قامت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة،  بتدشين إجازة الإجراءات القياسية المشتركة للتصدي والاستجابة لحالات العنف المبني على النوع في السودان، كوثيقة قومية، تمت إجازتها في السابع عشر من فبراير “2020”،

وتصف إجراءات العمل القياسية الموحدة المشتركة، المبادئ التوجيهية وأفضل الممارسات الدولية للإجراءات والأدوار والمسؤوليات المتعلقة بالوقاية من والتصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي، لجميع الجهات ذات الصلة؛ من مؤسسات حكومية ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الوطنية والدولية الفاعلة في المجال، وتقدم معلومات عن الخدمات المقدمة لمجموعة واسعة من المستفيدين/ات، بما في ذلك النازحين داخلياً واللاجئين والعائدين والمجتمعات المضيفة وأولئك الذين ظلوا في مجتمعاتهم أثناء النزاع وبعده. وبحسب الوزارة، فإن الحاجة ماسة لتطوير اجراءات تكون بمثابة أداة توجيهية  قابلة للقياس في مجال الوقاية من والتصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي. لذلك تسهل هذه الإجراءات مساعدة جميع الناجين/الناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي من خلال توفير خدمات سرية وفعّالة ومنسقة؛ وتحديد مسؤوليات وأدوار كل قطاع و/أو مؤسسة تعمل في مجال الوقاية من والتصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي.

وتم التوقيع على الإتفاق الإطاري المُشترك بين الحكومة السودانية ومكتب الممثلة الخاصة  للأمين العام للأمم المتحدة بمكافحة العنف الجنسي في مناطق النزاع في مارس 2020،  بنيويورك

 وفي حال التزام الحكومة السودانية بتطبيق بنود إطار التعاون المشترك وخطة العمل المنبثقة عنه، وفق جدولة زمنية مرصودة، يصبح السودان مستوفياً للمعايير التي تكفل حذف الأطراف المنتمية له من هذه القائمة السوداء، كما من شأن الالتزام بالتطبيق الكامل للبنود وحذف الأطراف السودانية فعلياً من القائمة، أن يسهم في دعم الخطوات العملية تجاه إنهاء العقوبات المفروضة عليه من قبل مجلس الأمن، والمتصلة بدارفور، وأن يسهم بقوة في تحسين سجل حقوق الإنسان في السودان.

الحماية الاجتماعية:

ولأول مرة – بحسب سليمى – تقر الوزارة تدخلات خاصة بالطوارئ حساسة للنوع الاجتماعي، والاختلافات بين الرجال والنساء فيما يلي الخدمات والاحتياجات. فقد تم إطلاق خدمات خط المساندة النفسية للناجيات من العنف المبني على النوع، والتي دشنت كاستجابة نوعية لجائحة كورونا، ولكنها خدمة مستدامة، ما زالت تعمل، وجارٍ العمل على توسعتها، لتشمل كل ولايات السودان؛ لتعزيز لحماية النساء والفتيات وتشجيع وصولهن إلى العدالة، والحد من العنف المنزلي والأسري، وجميع أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي.

وتخدم الوزارة بشكلٍ شامل، عملية السلام الشامل والمستدام، من خلال آليات تنفيذ الخطة الوطنية لقرار مجلس الأمن (1325)  الخاص بالمرأة والسلام والأمن, كما أن الوزارة لها دور رئيسٌ في تنفيذ خطة حماية المدنيين المجازة من قبل مجلس الوزراء الانتقاليّ، ومجلس الأمن الأممي.

 ويشكل محور الوقاية والتصدي للعنف المبني على النوع، أهمية كبيرة في الخطة الوطنية لحماية المدنيين،  لتفعيل دور الأجهزة الحكومية في حماية المدنيين، فيما يلي خروج “اليوناميد”. وتعمل وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، كآلية تنسيقٍ بين الوزارات القومية المختصة والولايات ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات الأمم المتحدة، لمتابعة تنفيذ الخطة الوطنية ورصد للمعلومات.

وقد عقدت لقاءات تشاورية لتحديد الأولويات مع نساءٍ من دارفور، يمثلن قطاعات مختلفة؛ نازحات، ولاجئات، وقائدات مجتمعيات، تمّ على إثرها تحديد الأولويات العاجلة لحماية النساء والأطفال، كما تم التنسيق مع بعثة “اليوناميد” في عددٍ من اللقاءات وورش العمل المشتركة، لتقوية التدخل من الجانب الحكومي والبناء على الموارد والمعطيات الموجودة، وتم تكوين آليات مشتركة لضمان سلاسة التسلم والمساندة للقطاع الحكومي. 

وتم تدشين حملة الستة عشر يوما لمكافحة العنف ضد المرأة  رسميا على المستوى القومي بمدينة الفاشر، حاضرة شمال دارفور. من خلال فعاليات مؤتمر ملتقى نساء دارفور، الذي ناقش دور الملتقى في تنفيذ الخطة الوطنية للقرار 1325 ودورهم في تكوين اللجان الوطنية والولائية.

وقد كان المؤتمر بدعم من وحدة النوع باليوناميد وتنظيم اللجنة التنفيذية لملتقى نساء دارفور الذي جمع نساء من ولايات دارفور الخمس بتمثيل عالي المستوى كما وكيفا من حيث التمثيل للنساء من معسكرات النازحين حكومات الولايات، ممثلات المؤسسات الاكاديمية والمراكز المتخصصة، والمجتمع المدني. كان شعار الحملة لهذا العام (لنلتزم بمسؤولية لاستدامة حماية النساء والفتيات) وقد تم نقل المؤتمر الصحفي عبر التلفزيون القومي والإذاعات المحلية والقومية.

وعود متعلقة

في ما يتعلق بالحريات، فإن إلغاء وتعديل القوانين المقيدة للحريات والتي كان معمولاً بها في عهد النظام السابق كان هو العنوان الأبرز، بعد أن تم إطلاق حرية الإعلام والصحافة في وقت مبكر من عمر الحكومة الإنتقالية. ففي سبتمبر من العام “2019”، خاطب السيد رئيس الوزراء https://www.facebook.com/SudanPMHamdok/

الاجتماع  الأول للمجلس العالمي للدفاع عن الصحافة،  https://en.unesco.org/global-media-defence-fund حيث أكد حرص السودان على حرية الصحافة، والعمل على تغيير القوانين والتشريعات، لضمان حرية الصحافة والإعلام، وتحديد صلاحيات القوات الأمنية في التعامل معها. مشيراً في خطابه أمام المجلس الذي انعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأُمم المتحدة، إلى أن الموارد المتاحة للإعلام قليلة، و”نحتاج ليكون الإعلام حرا،َ وقوياً. وأن تتاح له الموارد الكافية، وأن لا يكون الدعم في بناء القدرات فقط، بل أيضا في بناء التحالفات، وتبادل الخبرات.

https://www.youtube.com/watch?v=gZnA5T5o-_s

وفي بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة مايو الماضي 2020 رحبت وزارة الثقافة والإعلام بالتقدم الذي حققه السودان في ترتيب الدول التي تحترم الحريات الصحفية، بعد أن كان يتذيل القائمة سنوياً، واعتبرت أن ذلك التقدم هو بمثابة دافع لمزيد من العمل، من أجل تحسين أوضاع الحُريات الصحفية في السودان.

 https://www.suna-sd.net/ar/single?id=658867

وكان وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل محمد صالح https://web.facebook.com/faisal.m.salih قد أعلن في نوفمبر من العام 2019 إنّ مجلس الوزراء أقرّ خلال جلسة استثنائية ثلاثة مشاريع قوانين. أحدها مشروع قانون إلغاء قوانين النظام العام سيئ السمعة، والذي كان يستهدف الحريات الشخصية للمواطنين. وأقرّت الحكومة الانتقالية هذا القانون بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، استجابة للمنظمات الحقوقية والنسوية السودانية التي كانت ترى في هذا القانون انتهاكاً لحقوق المرأة وإذلالاً لها.

 https://www.youtube.com/watch?v=Hn0TSyvrvkM

وأعلنت وزارة العدل السودانية، في يوليو الماضي عن التصديق رسميا، على تعديل قانوني سمي بقانون التعديلات المتنوعة https://www.moj.gov.sd/files/download/204

جرم “ختان الإناث”. في خطوة نحو تحقيق مهام الفترة الانتقالية الواردة في الوثيقة الدستورية”. وشملت القوانين التي تمت إجازتها، تعديل المادة (141) من القانون الجنائي السوداني، والخاصة بتجريم ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، أو ما يعرف بـ”ختان الإناث”. ويُجرم من يرتكب هذا الفعل بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وغرامة مالية يحددها القضاء.

وتضمن قانون التعديلات المتنوعة إصلاحات غير مسبوقة، تتعلق بالمنظومة الحقوقية والعدلية، منها إلغاء حكم الردة المنصوص عليه في القانون الجنائي لسنة “1991”، وإلغاء عقوبة “الجلد” في كل الأحكام القضائية، باستثناء العقوبات في النصوص الحدية، وإعفاء غير المسلمين من أي عقوبة لشرب الخمور والتعامل بها. كما شملت التعديلات أحكام مواد أخرى في القانون الجنائي خاصة بتعريف الدعارة، وحددت الثامنة عشرة، سناً للمسؤولية القانونية. https://twitter.com/i/status/1282071317802561536

وأوضحت الوزارة حينها أن التعديلات الجديدة تأتي في سياق سيادة حُكم القانون، وبسط الحريات العامة، وعدم التمييز بين المواطنين، وكفالة حقهم في الاعتقاد.

وفي يوليو من العام “2019”، تم تعديل قانون جهاز الأمن والمخابرات الوطني ليكون جهازاً لجمع وتحليل المعلوم وتقديمها للسلطات المختصة، مع تغيير اسمه لجهاز المخابرات العامة. وشمل التعديل بعض المواد في قانون الجهاز لسنة 2010م. وأكد المدير العام لجهاز المخابرات العامة حينها، أن التعديل المنصوص عليه في المرسوم الدستوري يأتي في سياق هيكلة الجهاز، ومواكبته للتغيير السياسي الذي تشهده البلاد. وقال إن الجهاز بتغيير اسمه صار أكثر مهنية واحترافية، ويشارك في حماية البلاد وصون أمنها القومي، في ظل مهددات بالغة التعقيد تحيط بالمنطقة والإقليم. https://www.facebook.com/SudanNewsAgency/posts/976795749173366/

وتم تشكيل لجنة لإصلاح قانون الأحوال الشخصية، ومُراجعة عدد من الأحكام، لتتواءم مع قوانين حقوق الإنسان، منها التي تتعلق بالمرأة والطفل.   https://www.suna-sd.net/ar/single?id=698282

وفي أكتوبر الماضي،  أعلنت وزارة العدل السودانية عن تشكيل لجنة لإعداد مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسلمين. وأصدر وزير العدل نصر الدين عبد الباري https://twitter.com/nasabdulbari مرسوماً بتشكيل لجنة لإعداد مشروع قانون للأحوال الشخصية للمسلمين برئاسة سامية الهاشمي. وأعلن الوزير أنَّ للجنة حق الاستعانة بمن تراه مناسباً. ونص القرار على تشكيل اللجنة برئاسة سامية الهاشمي، وفاطمة أبو القاسم احمد إمام، عضواً ومقرراً، وعضوية كل من كمال محمد الأمين عبد السلام، ومحمد المجذوب أمير، حنان حسن حسين خليفة، عثمان مبارك موسي، سمية محمد الشيخ شمباتي، نسرين مصطفى محمد الحسن، ناهد جبر الله، وسارة موسي المبارك الحسن.

وفي يوليو الماضي 2020 تمت إجازة قانون إصلاح المنظومة الحقوقية والعدلية، كخطوة على طريق كفالة الحريات والحقوق، تعزيزاً لمبدأ سيادة حكم القانون. وهو قانون يدفع ويعزز قضايا الحريات والحقوق.

https://moj.gov.sd/files/download/204

وعود متعلقة

في 30 سبتمبر 2019م التقى رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك برئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد نور في مباحثات غير رسمية بالعاصمة الفرنسية باريس؛ للتفاكر حول إحلال السلام بالسودان ووقف الحرب. وفي ذات المسعى توجه د. حمدوك في زيارة تاريخية الى مدينة كاودا معقل الحركة الشعبية ـ شمال جناح الحلو. تلى ذلك مباحثات العاصمة الاثيوبية اديس ابابا بين الرجلين بغية كسر الجمود الذي صاحب سير العملية التفاوضية، تمخض عنها التوقيع على بيان مشترك يوجه مسار التفاوض مع الحركة الشعبية. وبذلك بدأت الورش غير الرسمية بين الجانبين في 21 أكتوبر 2020م بمدينة جوبا توطئة لمواصلة التفاوض مع جناح الحلو.

بعد لقاء حمدوك وعبد العزيز الحلو بأديس أبابا في 04 سبتمبر 2020م، الذي تم فيه الاتفاق على رعاية دولة جنوب السودان للتفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية شمال عبر منبر جوبا، وضع خارطة طريق تحدد منهجية التفاوض، إقامة ورش عمل مشتركة من الجانبين (مفاوضات غير رسمية)، لمناقشة القضايا الخلافية. حيث انعقدت أول ورشة في ٢٤ أكتوبر إلى الأول من نوفمبر ٢٠٢٠م لمناقشة محور علاقة الدين بالدولة برئاسة الدكتور فاسو قودن المدير التنفيذي ومؤسس المركز الأفريقي لتسوية النزاعات بجنوب أفريقيا وحضور خبراء مستقلين، وكذلك بحضور الوفد الحكومي الرسمي الذي ترأسه الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة  فيما ترأس وفد الحركة الشعبية/شمال عمار أموم دلدوم – الأمين العام للحركة الشعبية، من ثم دخلت المفاوضات بين الأطراف مرحلة الجمود. حيث حملت الحركة الشعبية رئيس وفد الحكومة الانتقالية فشل ورش فصل الدين عن الدولة، فيما صرح الفريق كباشي- رئيس وفد التفاوض من طرف الحكومة السودانية، قائلاً: أن قضية فصل الدين عن الدولة من القضايا الخلافية . في ذات الاتجاه لم تتواصل حكومة الفترة الانتقالية مع حركة جيش تحرير السودان ـ جناح عبد الواحد محمد احمد النور، منذ اللقاء غير الرسمي الذي جمع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مع عبد الواحد بباريس في ٣٠ سبتمبر ٢٠١٩.

وعود متعلقة